Wednesday, December 26, 2007

رحيلٌ تائه


في ليلة عاصفة مطيرة
أبحث عما أحتمي به من غضب الطبيعة
أركض هنا و هناك
أبصرت شجرة بعيدة
لم تتضح لي معالمها
لم أستطع أن أقدر بعدها عني
و لكن ما أيقنته...
أنها شجرة...
و أيقنت أيضاً أنها بعيدة
حينها كان عليّ أن أقرر...
ءأركض نحوها لأحتمي بها
أم أبقي حتي تمنحني الطبيعة بعضاً من رحمة
ترددت كثيراً ...
مازال المطر ينهمر حولي
أبتل ما كان عليّ
اختلطت الأمطار بالأفكار
يزداد الليل سواداً
تكاد تنعدم الرؤية
وقفت لبرهة صامت الفكر
استجمعت بقايا حكمتي
يعلو صوت ارتطام الأمطار بما حولي من أرض
فيزيدني بلبلة و حيرة
و لكن علا صوت عقلي علي صوت ارتطامها
فكان مني القرار
سأسير نحوها ...
نحو ما تبقي من ملامحها لأحتمي بها ...
هي - دون شك - أفضل من العراء
هكذا كان القرار
و بدأت السير
خطوة تلو الخطوة
كلما سرت نحو ما تبقي من ملامحها
كلما ازدادت بعداً
تتلاشي ملامحها شيئاً فشيئاً
يبدو أني تأخرت كثيراً
ازداد المطر غزارةً
امتلئت السماء غماماً
ضلَّت خطواتي
لم أعد قادراً علي السير
تملكني اليأس ... كدت أجَن
استشطت غضباً
أين هي الشجرة ؟؟أين ذهبت ؟؟
تبدو عليّ مظاهر الندم
ظللت أتمتم
ليتني ما رأيتها
تباً لك من شجرة بعيدة
خدعتني بوهم الاحتماء
لم أعد أسمع صوت عقلي
سقطت حكمتي قطرة بعد قطرة
اقعدني خوفي
خشيت خطواتي
أين أسير ؟؟ إلي ما أتجه ؟؟
لن أحرك ساكناً
سأظل مكاني
لن أبحث عن أشجار و لا غيرها
فنهاياتي لم أتفن كتابتها يوماً
و لن أتحمل نهاية أخري فاشلة
سأترك نهاياتي يكتبها قدري
سأكسر قلمي و ألقيه بعيداً
سأغمض عيناي بعنف
أريد سباتاً عميقاً
عساني..
أفيق فلا أجد تلك الأيام و لا تلك الأحجار
أجد واقعي قد أصبح ذكريات
أعلم أنها ستكون مؤلمة...
و لكن حينها ستُمْسِي ذكريات

و لكن قبل السُبات....
أستحلفكم بالله
لا تذكروني يوماً
لا يستحضرن أحدكم صورتي
لا تزوروا قبري
احذفوا اسمي من هواتفكم
امحوا حروفي من أوراقكم
بل مزقوها...احرقوها
فلا داعي لتذكري...
فما أنا إلا بقايا إنسان
لن يجدي يوماً تذكري
فلا بأس من نسياني

No comments: